يقصدوا به القسم أو إن التقدير أفلح ورب أبيه (انتهى) " وفيه " أن العرب تقصد به القسم وإلا كان إتيانه عبثا وهذرا والحذف لا دليل عليه وقال أبو طالب عم النبي (ص) كذبتم وبيت الله نبزي محمدا * ولما نطاعن دونه ونناضل سمع ذلك رسول الله (ص) ولم ينكره " وأما الحلف بغير الله من الصحابة والتابعين وجميع المسلمين " فقد سمعت قول أبي بكر وأبيك ووقع الحلف من الكل بلفظ لعمري أو لعمر أبيك ونحو ذلك في الشعر والنثر بكثرة لا يمكن معها ضبطه وهو قسم باتفاق أهل اللغة وحلف بالعمر بفتح العين وهو الحياة أو الدين كما فسره أهل اللغة بل جعله النحويون نصا في القسم قال ابن مالك في ألفيته:
وبعد لولا غالبا حذف الخبر * حتم وفي نص يمين ذا استقر وقال ابنه في الشرح الثاني خبر المبتدأ الصريح في القسم نحو لعمرك لأفعلن (انتهى) وكذا ذكر ابن هشام في كتبه وغيرهم من النحويين " ففي كتاب علي إلى معاوية " لعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمن (وفي كتاب آخر له إليه) فلعمري لو كنت الباغي لكان لك أن تخوفني " وفي كتاب معاوية إليه " فإن كنت أبا حسن إنما تحارب عن الإمارة والخلافة فلعمري لو صحت لكنت قريبا من أن تعذر في حرب المسلمين وللحسين بن علي (ع):
لعمرك إنني لأحب دارا * تحل بها سكينة والرباب وقال ولده علي بن الحسين (ع) من كلام يخاطب به أهل الكوفة ولعمري ما هي منكم بنكر (ع) أخوه علي بن الحسين الأكبر يوم كربلاء:
أنا علي بن الحسين بن علي * نحن وبيت الله أولى بالنبي ولما سمع عبد الله بن عمر العنسي وكان من عباد أهل زمانه رواية عمرو بن العاص عن النبي " ص " أن عمارا تقتله الفئة الباغية خرج ليلا فأصبح في عسكر علي وحدث الناس بقول عمرو وقال من جملة أبيات:
والراقصات بركب عامدين له * إن الذي جاء من عمرو لمأثور ما في مقال رسول الله في رجل * شك ولا في مقال الرسل تحيير رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين مسندا عن رجاله " ومما " يدل على جواز الحلف