وأنت شر من الحمار وبلغ ذلك رسول الله (ص) فاستحضره فحلف بالله ما قال فنزلت الآية " انتهى " وهي قوله تعالى يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا. ولكونها نزلت في المنافقين قال صاحب الكشاف: " كفروا بعد إسلامهم " أظهروا كفرهم بعد إظهارهم الإسلام " انتهى " والذي هموا به فلم ينالوه: الفتك برسول الله (ص) عند مرجعه من تبوك توافق خمسة من المنافقين على أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادي ذا صعد العقبة فرآهم عمار قائد ناقة النبي (ص) أو حذيفة سائقها ملثمون فقال إليكم إليكم يا أعداء الله فهربوا ذكره الواحدي عن الضحاك وذكره الزمخشري فهؤلاء هم الذين قال عنهم ابن عبد الوهاب إنهم يجاهدون ويصلون ويزكون ويحجون ويوحدون وما ينفعهم ذلك وهم منافقون يسبون رسول الله (ص) ويطعنون في الدين ويقولون في حقة (ص): سمن كلبك يأكلك ويحاولون قتله وإلقاءه عن راحلته إلى الوادي فجعلهم كالمسلمين الذين يستشفعون إلى الله تعالى ويستغيثون بالنبي (ص) الذي جعله شافعا ومغيثا على السواء. هذا علم ابن عبد الوهاب وهذه حججه وأدلته وكذلك قوله:
إن آية أبا الله وآياته الخ نزلت فيمن قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح (1) تهوينا وتصغيرا وتخفيفا لعملهم، حتى يتسنى له تشبيه المسلمين بهم وهل ينفعهم ذلك وادعاؤهم المرح، والحال أنهم من المنافقين الذين أنزل الله تعالى فيهم " يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤا إن لله مخرج ما تحذرون ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا لله وآياته ورسله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) في الكشاف: بينا رسول الله " ص " يسير في غزوة تبوك وركب من المنافقين يسيرون بين يديه فقالوا انظروا إلى هذا الرجل يريد أن يفتح قصور الشام وحصونه هيهات هيهات فأطلع الله نبيه على ذلك فقال احبسوا علي الركب فأتاهم فقال قلتم كذا وكذا فقالوا يا نبي الله لا والله ما كنا في شئ من أمرك ولكن في شئ مما يخوض فيه الركب