ربكم حقا) فقيل له أتدعو أمواتا فقال (ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون) وفي الصحيحين من حديث أنس عن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ناداهم (يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا) فقال له عمر يا رسول الله كيف تكلم أجساد إلا أرواح فيها قال (والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول فيها منهم) وكذلك قد ثبت في الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه ليسمع قرع نعالهم) وذكر الإصبهاني بإسناده عن عبيد بن مرزوق قال كانت امرأة بالمدينة يقال لها أم محجن تقم المسجد فماتت فلم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم فمر على قبرها فقال ما هذا فقالوا أم محجن قال التي كانت تقم المسجد قالوا نعم فصف الناس فصلى عليها ثم قال (أي العمل وجدت أفضل) قالوا يا رسول الله أتسمع قال (ما أنتم بأسمع منها) فذكر أنها أجابته. قم المسجد. وهذا الحديث مرسل إلى غير ذلك من الأحاديث وأما ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها لما سمعت حديث سماع الأموات أنكرته وقالت كيف يقول عليه الصلاة والسلام ذلك وقد قال الله تعالى (وما أنت بمسمع من في القبور) فهو لعدم ثبوت ذلك عندها كما نقل ذلك عن ابن تيمية في بعض فتاواه وغيرها لا يكون معذورا مثلها لأن هذه المسألة معلومة من الدين بالضرورة لا يجوز لأحد إنكارها على أن عائشة رضي الله عنها قد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره ابن رجب في أهوال القبور أنه قال (إنهم ليعلمون الآن أن ما قلت لهم حق) وروايتها هذه تؤيد رواية من روى أنهم يسمعون فإن الميت إذا جاز أن يعلم جاز أن
(٦٩)