الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٧٣
قبل أن يخلق الله الحياة. وأما جوابها أن الإماتة الأولى هي إماتة الناس بعد حياتهم في عالم الذر فهو أوهن من جوابها الأول لأن الناس في عالم الذر لم يكونوا غير أرواح خلقها الله تعالى فسألهم ألست بربكم فأجابوا قائلين بلى وأنت تعلم أن الموت عبارة عن مفارقة الروح للجسد وحيث لا جسد فلا موت نعم يجوز أن يفني الله الأرواح بعد خلقها في عالم الذر ولكن ذلك ليس من الموت في شئ لما تقدم واستدلت الوهابية على عدم سماع الموتى بالحكم الشرعي الذي أطبق العلماء عليه من أن الرجل لو قال إن كلمت فلانا فامرأتي طالق أو أمتي حرة وكلمة ميتا لا يقع الطلاق ولا العتق قالوا وهذا مبني على عدم سماع الميت عندهم (والجواب) لا نسلم أنه مبني على عدم سماع الميت عندهم بل هو مبني على ما يعرفون من أن العادة جارية بتقييد مثل تلك اليمين بالحياة على أن فائدة الكلام هو حصول التخاطب وحيث أن التخاطب لا يتم مع الميت فالكلام معه لا يكون كلاما إذ لا قدرة فيه على الجواب لا لأنه لا يسمع الكلام * (الوهابية وتكفيرها الحالف بغير الله والناذر والذابح) * قاتل الله الوهابية إنها تتحرى في كل أمر أسباب تكفير المسلمين مما يثبت أن همها الأكبر هو تكفيرهم لا غير فتراها تكفر من يتوسل إلى الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم ويستعين باستشفاعه إلى الله تعالى على قضاء حوائجه وهي لا تخجل إذ تستعين بدولة الكفر على قضاء حاجتها التي هي قهر المسلمين وحربهم وشق عصاهم والمروق عن طاعة أمير المؤمنين. الذي أمر الله تعالى في كتابه المبين. بلزوم طاعته كما بسطناه في مقدمات الرسالة وتتخذ أعداء الدين أولياء تستمد منهم في إحضار القوى التي تسعى بها إلى الفساد. وتلج بها في الغواية والعناد وقال الله تعالى (يا أيها الدين آمنوا
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»