الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٦٤
هذا المعتقد. وأما الثاني فلأن من كان قلبه عرية الإيمان معتقدا أن الذي يقضي الحوائج وينجي من المهالك إنما هو الله تعالى لا غيره لا يجوز أن يكون كافرا بمجرد نداء غائب معتقدا أن الله تعالى يخلق فيه السماع ومن الجهل ما قالته الوهابية هنا من أن الشرع يحكم بالظاهر والظاهر من نداء أحد لغير الله أنه يعتقد في ذلك الغير علما محيطا بالغيب وقدرة بالغة على قضاء الحوائج وتصرفا تاما في الكون مم هو مختص بالباري عز وجل ويكون اعتقاده في غيره كفرا وشركا.
والجواب أن الظاهر من حال من نادى غير الله تعالى يدل على أنه نادى غير الله فقط لا أنه اعتقد في ذلك الغير قدرة وقضاء للحوائج وغير ذلك مما ذكرته الوهابية والاعتقاد أمر باطني قد يدل بعض الظواهر عليه لكن النداء ليس من قبيلها فقل للوهابية التي تجعل ظاهر النداء دالا على الشرك والكفر ما بالكم لا تنظرون إلى ما للمسلم الذي تكفرونه من ظاهر الصلاة والصوم والزكاة وغير ذلك من أركان الدين فتعدونه دالا على إيمانه وحسن اعتقاده ومن العجيب أن ذلك المسلم الذي ينادي يصرح بعدم اعتقاده القدرة وما شاكلها لمن ناداه وأنتم مع ذلك تجعلون ظاهر ندائه دالا على ذلك الاعتقاد الذي نفاه عن نفسه فليت شعري أي حكم لاستدلالكم بظاهر نداء الرجل علي سوء اعتقاده في مقابلة تصريحه لكم بحسن ما يعتقده * (الوهابية وتكفيرها من زار القبور) * لو سأل سائل عما تمذهبت به الوهابية ما هو وعن غايته ما هي فقلنا في جواب كلا السؤالين هو تكفير كافة المسلمين لكان جوابنا على اختصاره تعريفا كافيا لمذهبها فإن من أمعن النظر فيما جاءت به رآها تتحرى في كل
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»