ومما لا ريب فيه أن درجة الأنبياء ليست دون درجة الشهداء فهم مثلهم أحياء عند ربهم يرزقون وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (مررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره) وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (الأنبياء أحياء في قبورهم) رواه الموصلي والبزار وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (رأيت عيسى وموسى وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام) رواه الشيخان ومالك في الموطأ وروى أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا أبلغته) فإذا ثبت أن الأنبياء أحياء ثبت لهم السماع الذي هو من لوازم الحياة لا يقال إن حياة الأنبياء والشهداء البرزخية غير الحياة الدنيوية فلا تنطبق هذه على تلك لأنا نقول لو سلمنا أن تلك الحياة ليست من نوع الحياة الدنيا فمجرد ثبوت الحياة لهم أي حياة كانت كاف لثبوت السماع لهم وجواز التوسل والاستغاثة بهم على أن آلة السماع في الأنبياء لا تنعدم بالموت لأن أجسادهم لا تبلى فقد ورد في الحديث الشريف أنه حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ولو أرخينا العنان فصدقنا أن أجسادهم تبلى في قبورهم كما تزعمه الوهابية وقد ثبتت لهم الحياة وأنهم يرزقون لكان ذلك مثبتا لسماعهم بدون آلة علي الوجه الذي بيناه آنفا.
وأما غير الأنبياء والشهداء من الأموات فقد ورد في الأحاديث ما يدل علي سماعهم روى البخاري ومسلم وأصحاب السنن من حديث ابن عمر قال اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال (وجدتم ما وعدكم