الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٥٨
وهو خير) قال فادعه فأمره أن يتوضأ ويحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى اللهم شفعه في) فعاد وقد أبصر. وخرج هذا الحديث البخاري أيضا في تاريخه وابن ماجة والحاكم في المستدرك بإسناد صحيح وذكره الجلال السيوطي في الجامع الكبير والصغير فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الضرير أن يناديه ويتوسل به إلى الله في قضاء حاجته قد تقول الوهابية إن هذا إنما كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فليس يدل على جواز التوسل به بعد موته فنجيب أن الدعاء هذا قد استعمله الصحابة والتابعون أيضا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لقضاء حوائجهم. يدل عليه ما رواه الطبراني والبيهقي أن رجلا كان يختلف إلى عثمان رضي الله عنه زمن خلافته في حاجة ولم يكن ينظر في حاجته فشكى الرجل ذلك لعثمان بن حنيف فقال له ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك لتقضى حاجتي وتذكر حاجتك فانطلق الرجل فصنع ذلك ثم أتي باب عثمان رضي الله عنه فجاءه البواب وأخذ بيده وأدخله على عثمان فأجلسه معه وقال اذكر حاجتك فذكر حاجته فقضاها ثم قال له ما كان لك من حاجة فاذكرها فلما خرج الرجل من عنده لقى ابن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي حتى كلمته لي فقال ابن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أتاه ضرير فشكى إليه ذهاب بصره الحديث. فهذا توسل ونداء بعد وفاته صلى الله عليه وسلم على أن النبي عليه الصلاة والسلام حي في قبره فليست درجته دون درجة الشهداء الذين صرح الله تعالى بأنهم
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»