لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) سحقا للوهابية إنها لا تدري أن أولئك الأولياء الذين تتخذهم ذريعة لقهر المسلمين إذا ثبت قدمهم فإنهم يقهرونها ويهتضمونها أيضا مع من تعده خصما مخالفا لمذهبها مر غير مرة إن ديدن الوهابية تكفير كافة المسلمين بكل أمر فهي تكفرهم لتوسلهم بجاه الأنبياء والأولياء وندائهم وتكفرهم بالحلف بغير الله والنذر لذلك الغير والذبح له ولو سلمنا أن في بعض الأقوال التي تنسبها الوهابية إلى المسلمين كفرا يصح أن يقال فيه إن قائل هذا القول يكفر لما صح أن تكفر جميع الأمة أو تكفر شخصا معينا قال ذلك القول فقد يكون القائل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق أو لم تثبت عنده أو لم يتمكن من معرفتها وفهمها أو يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله تعالى فيها فالذي يؤمن بالله ورسوله فإن الله قد يغفر له برحمته بعض الذنوب القولية والعملية وأما ما نزل من الآيات في التشديد على مقترفي تلك الذنوب فهي للوعيد كقوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) وقوله تعالى (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) وقوله تعالى (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها) إلى غير ذلك من الآيات قال ابن القيم (مدارج السالكين) ما ملخصه إن أهل السنة متفقون على أن الشخص الواحد قد يكون فيه ولاية لله تعالى وعداوة من وجهين مختلفين وقد يكون فيه إيمان ونفاق وإيمان وكفر ويكون أحدهما أقرب إليه من الآخر فيكون من أهله قال الله تعالى (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان) هذا والشرك قسمان خفي وجلي فالخفي قد يغفر والجلي لا يغفر إلا بالتوبة
(٧٤)