الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٨٠
الوادي وكذا قوله تعالى حكاية عن عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وجعلني مباركا أينما كنت فعلم أن البركة توصف الذات الفاضلة ولو تتبعت محاورات القرآن والحديث وجدت البركة يوصف بها الطعام والمال والأولاد كما في الدعاء المأثورة اللهم بارك في ماله و أولاده وعمره وكما في اللهم بارك على محمد اه فعليك بالاستقراء في القرآن وكتب الحديث سيما كتاب الأطعمة. وفيما ذكرنا كفاية للبيب الحنيف نعم بين البركة الخالق والمخلوق فرق فإن البركة الخالق ذاتي وبركة المخلوق مستعار وكم من فوق بين ما بالذات وما بالعرض و هكذا كل الصفات فإن الاشتراك في الصفات فيما بين الواجب والممكن اسمي لا حقيقي كما هو مشروح في كتب الكلام في بحث الصفات ولذا فسر في المدارك تبارك أي تعاظم عن صفات المخلوقين فالحاصل أن البركة لها معان جمة يراد في كل مقام ما يناسبه ولذا قال الشيخ في أشعة اللمعات في معنى قوله عليه الصلاة والسلام إنكم ترزقون بضعفاء كم و فقراء كم أي ببركة الفقراء ومن الآيات التي جاء التصريح فيها بالتوسل كقوله تعالى پ 2 / 1 فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، إنه هو التواب الرحيم قال الإمام أبو الليث في تفسيره اللهم بحق محمد إلا ما غفرت لي ه وقال السيوطي في در المنثور في تفسير القرآن بالمأثور أخرج ابن المنذر عن محمد بن علي بن الحسين بن علي قال لما أصاب آدم الخطيئة عظم كه به واشتد ندمه فجاء جبرائيل فقال يا آدم هل علمك دعاء
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»