شئ مما ملكوه بإذنه تعالى فيجوز أن تطلب منهم أن يعطوك مما أعطاهم الله تعالى وإنما الممنوع هو طلب الشفاعة من الأصنام التي لا تملك شيئا منها ومنها ما رواه ابن ماجة بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا إليك فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك) فقد توسل النبي عليه الصلاة والسلام في قوله إني أسألك بحق السائلين عليك بكل عبد مؤمن وأمر أصحابه أن يدعوا بهذا الدعاء فيتوسلوا مثل توسله ولم يزل السلف من التابعين ومن تبعهم يستعملون هذا الدعاء عند خروجهم إلى الصلاة ولم ينكر عليهم أحد ومنها قوله صلى الله عليه وسلم (اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي) إلى آخر الحديث رواه الطبراني في الكبير وصححه ابن حبان والحاكم عن أنس بن مالك رضي الله عنه وفاطمة هذه أم علي كرم الله وجهه التي ربت النبي صلى الله عليه وسلم وروى ابن أبي شيبة عن جابر مثل ذلك. وروى مثله أيضا ابن عبد البر عن ابن عباس رواه أبو نعيم في الحلية عن أنس كما ذكره الحافظ السيوطي في الجامع الكبير ومنها ما رواه الترمذي والنسائي والبيهقي والطبراني بإسناد صحيح عن عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلا ضريرا أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله أن يعافيني فقال (إن شئت دعوت وإن شئت صبرت
(٥٧)