الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٧٩
الحاجات وأن الميت لموته لا يعمل فلا يقضي الحاجات هذا ليس من عقايد المسلمين ولا يعرفه صغير منهم ولا كبير والتوسل إلى الله تعالى في الحاجات ببركة الأنبياء والأولياء وبحرمتهم وشرفهم وقربهم من الله حين الحياة وبعد الوفاة فإنه قد أنكر عنه مفر طوار زماننا ولنذكر قدرا ضروريا من ذلك ليبصر تبصرا لمن أراد أن يتبصر وتذكرا لمن أراد أن يتذكر والله الهادي إلى سواء السبيل - فاعلم أن إثبات المسألة يحتاج إلى تحقيق لفظ الوسيلة والبركة فإن مدار المسألة نفيا وإثباتا على هذا والمقاصد مبنية على المبادئ كما أن المسائل بالوسائل والوسيلة بمعنى ما يتقرب به مصرح في تفسير روح المعاني وكذا في تاج اللغة فإنه ذكر فيه التوسل نزديكى جستن؟؟؟ والوسيلة بمعنى الذريعة لها شواهد كثيرة في كتب الفن كما في التلويح إذا عمل هو الوسيلة إلى نيل الجنات ورفع الدرجات والبركة معناها الزيادة ثم صرح أستادنا حمد الله أحد علماء السرحد في البصائر لمنكري التوسل بأهل للمقابر ومما جاء البركة بمعنى كثرة الخير قوله حمم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين قال في مدارك كثيرة النفع والخير فعلم منه أن البركة بهذا المعني توصف بها الليلة وكذا قوله تعالى وأنزلنا من السماء ماء مباركا فعلم أن البركة توصف بها الشجرة وكذا قوله تعالى من شجرة مباركة فعلم أن البركة توصف بها الشجرة وكذا قوله تعالى إنك بالوادي المقدس قال السيوطي في تفسيره المطهر أو المبارك فعلم أن البركة توصف بها
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»