أحياء عند ربهم يرزقون ومنها ما رواه البيهقي وابن أبي شيبة بإسناد صحيح أن الناس أصابهم قحط في خلافة عمر رضي الله عنه فجاء بلال بن الحرث رضي الله عنه إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم هلكوا فأتاه رسول الله في المنام وأخبره أنهم يسقون واستدلالنا هذا ليس بالرؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم فإن رؤياه وإن كانت حقا لا تثبت بها الأحكام لإمكان اشتباه الكلام على الرائي وإنما الاستدلال بفعل أحد أصحابه صلى الله عليه وسلم في اليقظة وهو بلال بن الحرث فإنه إني قبر النبي صلى الله عليه وسلم وناداه وطلب منه أنه يستسقي لأمته ومنها ما ذكر في صحيح البخاري من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه من استسقاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه في زمن خلافته بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم لما اشتد القحط عام الرمادة فسقوا (وفي المواهب اللدنية) للعلامة القسطلاني أن عمر رضي الله عنه لما استسقى بالعباس رضي الله عنه قال يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد الوالد فاقتدوا به في عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى الله تعالى لا فرق في التوسل بالأنبياء وغيرهم من الصلحاء بين كونهم أحياء أو أمواتا لأنهم في كلا الحالتين لا يخلقون شيئا وليس لهم تأثير في شئ وإنما الخلق والإيجاد والتأثير لله وحده لا شريك له في كل ذلك وأما من يعتقد التأثير للأحياء دون الأموات فلهم أن يفرقوا بين التوسل بهم والتوسل بالأموات أما نحن فنقول إن الله هو الخالق لكل شئ (والله خلقكم وما تعملون) فالوهابية التي تتظاهر بالذب عن التوحيد وتجوز التوسل بالأحياء قد دخل
(٥٩)