(الوهابية ونفيها التوسل) ذكرنا فيما سبق تكفير الوهابية لمن خالف بدعتها من جميع المسلمين ونسبتها إياهم إلى الشرك الأكبر وقد آن لنا أن نذكر ههنا ما اتخذته ذريعة لتكفيرهم من الأمور فمنها الاستغاثة بالأنبياء والأولياء والتوسل بهم إلى الله تعالى وزيارة قبورهم فهي قد نفت ذلك وحرمته وشددت النكير على المستغيثين والمتوسلين والزائرين فكفرتهم وعدتهم مشركين كعباد الأوثان بل جعلتهم أسوأ حالا منهم حيث قالت إن المشركين السابقين كانوا مشركين في الألوهية فقط وأما مشركو المسلمين تعني بهم من خالفها منهم فقد أشركوا في الألوهية والربوبية وقالت أيضا إن الكفار في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشركون دائما بل تارة يشركون وتارة يوحدون الله ويتركون دعاء الأنبياء والصالحين وذلك أنهم إذا كانوا في السراء دعوهم واعتقدوا بهم وإذا أصابهم الضر والشدائد تركوهم وأخلصوا لله الدين وعرفوا أن الأنبياء والصالحين لا يملكون ضرا ولا نفعا حملت الوهابية جميع الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين على الموحدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتمسكت بها في تكفيرهم منها قوله تعالى (فلا تدعوا مع الله أحدا) وقوله تعالى (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) وقوله تعالى (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين) وقوله تعالى (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا
(٤٧)