هي عبادة لغير الله تعالى.
قالت الوهابية إن الاستغاثة من نوع الدعاء وقد ورد في الحديث الشريف (أن الدعاء هو العبادة) فالذي يستغيث بنبي أو ولي فهو إنما يعبده بتلك الاستغاثة وحيث أن العبادة لا تصلح إلا لله وحده وأن عبادة غيره شرك كان المستغيث بغيره مشركا فالجواب على هذا إن ضمير الفعل إنما يفيد قصر المسند على المسند إليه وكذا تعريف الخبر كما ذكره صاحب المفتاح وعليه الجمهور فقولنا الله هو الرزاق مثلا معناه لا رازق سواه وعلى هذا فقوله عليه الصلاة والسلام (الدعاء هو العبادة) دال على أن العبادة مقصورة على الدعاء فيكون المراد من الحديث أن العبادة ليست غير الدعاء ويؤيده قوله تعالى (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) أي ما يصنع بكم لولا عبادتكم فإن شرف الإنسان بعبادته وكرامته بمعرفته وطاعته وإلا فلا فضل له على البهائم. والحج والصلاة والزكاة والصيام والشهادة كلها دعاء وكذلك التلاوة والأذكار والطاعة فانحصرت العبادة في الدعاء. إذا تقرر هذا فلا حجة في الحديث إذ على تقدير كون الاستغاثة من نوع الدعاء كما قالته الوهابية لا يلزم أن تكون عبادة لما أن الدعاء قد لا يكون عبادة كما هو ظاهر وأما إذا قصرنا المسند إليه على المسند في الحديث بناء علي ما ذهب إليه صاحب الكشاف من أن تعريف الحبر قد يكون لقصر المسند إليه كما يكون لقصر المسند فلا يتم استدلال الوهابية به إلا إذا كانت أل في الدعاء للجنس والاستغراق وهي ليست لذلك إذ ليس كل دعاء عبادة فهو كما يكون بمعنى العبادة كما في قوله تعالى (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك) كذلك يكون بمعنى