فببركتهم يرحم عباده قالت الوهابية إن اعتذاركم هذا هو عين اعتذار المشركين عن عبادة الأصنام فقد قال تعالى حكاية عن المشركين في اعتذارهم عن عبادة الأصنام (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) فالمشركون ما اعتقدوا في الأصنام أنها تخلق شيئا بل اعتقدوا أن الخالق هو الله تعالى بدليل قوله تعالى (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) وقوله تعالى (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله) فإنما حكم الله تعالى عليهم بالكفر لقولهم ليقربونا إلى الله زلفى قالت وهكذا المتوسلون بالأنبياء والصالحين يقولون ما هو بمعنى قول المشركين ليقربونا إلى الله زلفى.
والجواب من وجوه (الأول) إن المشركين جعلوا الأصنام آلهة والمسلمون ما اعتقدوا إلا إلها واحدا فعندهم أن الأنبياء أنبياء والأولياء أولياء ليس إلا فلم يتخذوهم آلهة مثل المشركين (الثاني) إن المشركين اعتقدوا أن تلك الآلهة مستحقون للعبادة بخلاف المسلمين فإنهم لم يعتقدوا أن أحدا من المتوسل بهم مستحق لأقل عبادة وليس عندهم المستحق للعبادة إلا الله وحده (الثالث) إن المشركين عبدوا تلك الآلهة بالفعل كما قال تعالى حكاية عنهم (وما نعبدهم إلا ليقربونا) والمسلمون ما عبدوا الأنبياء والصالحين في توسلهم بهم إلى الله تعالى (الرابع) إن المشركين قصدوا بعبادة أصنامهم التقرب إلى الله تعالى كما حكى الله عنهم وأما المسلمون فلم يقصدوا بتوسلهم بالأنبياء وغيرهم التقرب إلى الله لما أن التقرب إليه تعالى لا يكون إلا بالعبادة ولذلك قال الله تعالى