عليهم وبينوا باطلهم ولكن لم يجروا عليهم أحكام أهل الردة بل أجروا عليهم وعلى من تقدمهم من أهل البدع أحكام المسلمين من التوارث والتناكح والصلاة عليهم ودفنهم في مقابر المسلمين ثم فارقت الجماعة المرجئة القائلة إن الإيمان قول بلا عمل فمن نطق عندهم بالشهادتين فهو مؤمن وإن لم يصل لله ركعة طول عمره ولا صام يوما من رمضان ومع تماديهم في ضلالهم واستمرارهم على عنادهم بعد أن بين أهل الحق لهم خطأ مذهبهم لم يكفروهم بل جعلوا الأخوة الايمانية ثابتة لهم ولمن قبلهم من أهل البدع ثم فارقت الجهمية الجماعة فقالوا ليس على العرش إله يعبد ولا لله في الأرض من كلام وأنكروا صفات الله التي أثبتها لنفسه في كتابه المبين وأثبتها رسوله الصادق الأمين. وأجمع علي القول بها الصحابة وكذلك أنكروا رؤية الله تعالى في الآخرة إلى غير ذلك من أقوالهم ومعتقداتهم الكفرية ومع ذلك فقد رد عليهم الأئمة وبينوا ضلالهم حتى أنهم قتلوا بعض دعاتهم كجهم بن صفوان والجعد بن درهم وبعد أن قتلوهم غسلوهم وصلوا عليهم ودفنوهم في مقابر المسلمين ولم يجروا عليهم أحكام أهل الردة ثم فارقت الرافضة الجماعة وأنهم وافقوا المعتزلة في اعتقاد خلقهم الأفعال وأنكروا رؤية الباري تعالى يوم القيامة وحكموا بكفرا أكثر الصحابة وقذفوا أم المؤمنين ومع ذلك فلم يكفرهم أحد من العلماء ولا منعوهم عن التوارث ولا التناكح وأجروا عليهم أحكام المسلمين ومذهب السلف الذي تتستر به الوهابية هو عدم القول بتكفير طوائف المارقين الذين ذكرنا هم. قال الشيخ تقي الدين بن تيمية لم يكفر الإمام
(٤٥)