مسيلمة وهم بنو حنيفة وقبائل غيرهم. وصنفا ارتدوا ووافقوا الأسود العنسي في اليمن. وصنفا صدقوا طليحة الأسدي وهم غطفان وفزارة وغيرهما.
وصنفا صدقوا سجاح فهؤلاء أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وتركوا الزكاة والصلاة وسائر الشريعة الإسلامية. وصنفا فرقوا بين الصلاة والزكاة وأنكروا وجوب أدائها إلى الإمام وهؤلاء في الحقيقة أهل بغي وإنما أضيف إليهم اسم الردة لدخولهم حينئذ في غمار أهل الردة ثم فارقت القدرية الجماعة في آخر زمن الصحابة وهم فرقتان (الأولى) أنكرت القدر رأسا وقالت إن الله لم يقدر المعاصي على أهلها ولا يهدي الضال ولا يقدر ذلك فعندهم المسلم هو من جعل نفسه مسلما بنفسه والمصلي هو الذي جعل نفسه مصليا إلى غير ذلك من الطاعات والمعاصي فجعلوا العبد خالقا لأعماله (والثانية) بضد الأولى زعموا أن الله جبر الخلق على ما عملوا وأن الكفر والمعاصي في الخلق كالبياض والسواد. في الخلق فعندهم ليس للمخلوق في جميع ذلك صنع بل جميع المعاصي عندهم تضاف إلى الله وهؤلاء هم أتباع إبليس حيث قال فبما أغويتني وكذلك قال المشركون لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ومع كل كفر القدرية هذا وضلالهم لم يكفرهم أحد من الصحابة ولا من التابعين بل قاموا في وجوههم وبينوا لهم ضلالهم من الكتاب والسنة وما أوجبوا قتلهم ولا أجروا عليهم أحكام أهل الردة ثم فارقت المعتزلة الجماعة في زمن التابعين ومن أقوالهم الكفرية قولهم بخلق القرآن ومنها إنكار شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المعاصي ومنها قولهم بخلود أهل المعاصي في النار وغير ذلك من أقوالهم ولم يكفرهم أحد من العلماء حينئذ بل قام في وجوههم العلماء من التابعين ومن بعدهم وردوا