الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٤٢
على العارفين بجغرافية الأمم وقد أطبق العلماء أنه يجب على من لم يبلغ درجة الاجتهاد أن يقلد مجتهدا وقال تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وقال صلى الله عليه وسلم (هلا إذا لم يعلموا سألوا فإنما دواء العي السؤال) * (الوهابية وتكفيرها المسلمين) * للوهابية ذرائع اتخذتها لتأسيس بدعتها. منها تكفير المسلمين وذلك أن ابن عبد الوهاب كما علمت مما قدمناه لك فيما كتبناه سابقا قد سولت له نفسه الأمارة أن يبتدع دينا جديدا ينال به الرياسة ولكنه لما رأى أن ذلك لا يتم له في بلاد أهلها على جهلهم شديد والتمسك بالدين الإسلامي ابتدع ما ابتدعه في نفس الدين الإسلامي وحيث رأى أن الأمر لا يتم له إلا بعد تكفير جميع المسلمين بشبه قرآنية وجد الطريق الوحيد إلى تكفيرهم توسلهم إلى الله تعالى بنبيهم صلى الله عليه وسلم وبغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين وكذا ما يتبعه من النذر والذبح وغير ذلك مما سوف يأتي فعد تلك الأمور عبادة وإذ كان القرآن العظيم مفهما بالآيات الناطقة بأن من يعبد غير الله تعالى فهو مشرك جعل الموحدين جميعهم مشركين بسبب تلك الأمور ثم إن الوهابية لما كفروا جميع المسلمين ممن خالفهم جعلوا بلادهم بلاد حرب فهدروا دماءهم. وحللوا أموالهم. وقد قال الله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) وقال تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) وقال عليه الصلاة والسلام (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) الحديث وفي حديث ابن عمر (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله) الحديث وفي حديث وفد عبد القيس (أمركم بالإيمان بالله وحده أتدرون ما الإيمان بالله وحده شهادة أن لا إله إلا الله
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»