الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٤٣
وأن محمدا رسول الله) الحديث وغير ذلك من الأحاديث قال ابن القيم أجميع المسلمون على أن الكافر إذا قال لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقد دخل في الإسلام.
واعلم أن تكفير المسلم أمر غير هين فقد أجمع العلماء منهم الشيخ ابن تيمية وابن القيم علي أن الجاهل والمخطئ من هذه الأمة ولو عمل ما يجعل صاحبه مشركا أو كافرا يعذر بالجهل والخطأ حتى نتبين له الحجة بيانا واضحا لا يلتبس على مثله والمسلم قد يجتمع فيه الكفر والإسلام والشرك والإيمان ولا يكفر كفرا ينقله عن الملة فقد فارقت الخوارج أولا الجماعة وقد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بقتلهم وقتالهم وقال (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم) وقال (إنهم كلاب أهل النار) وقال (يقرأون القرآن يحسبونه لهم وهو عليهم) وهم قد خرجوا في زمن علي رضي الله عنه فكفروا عليا ومعاوية ومن معهم واستحلوا دماء المسلمين وأموالهم وجعلوا بلادهم بلاد حرب وبلاد أنفسهم بلاد إيمان ولم يقبلوا من السنة إلا ما وافق مذهبهم واستدلوا لمذهبهم بمتشابه القرآن وجعلوا الآيات النازلة في المشركين في أهل الإسلام ومع كفرهم لم يكفرهم الصحابة ولا التابعون كما نقله ابن تيمية وقال لهم علي رضي الله عنه لا نبدأ كم بقتال ولا نمنعكم من مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه ولا نمنعكم من الفيئ ما دامت أيديكم معنا وقد ناظرهم أكابر الصحابة منهم ابن عباس رضي الله عنه حتى رجع منهم إلى الحق أربعة آلاف * وأما قتال أهل الردة فلان صنفا منهم ارتدوا عن الإسلام وعادوا إلى الكفر الذي كانوا عليه من عبادة الأوثان. وصنفا ارتدوا وتابعوا
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»