الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٣٣
العرش استوى) هو الاستيلاء ويؤيده قول الشاعر:
(قد استوى عمرو على العراق * من غير سيف ودم مهراق) وقوله تعالى (وجاء ربك والملك صفا صفا) أي جاء أمره وقوله (إليه يصعد الكلم الطيب) أي يرتضيه فإن الكلم عرض يمتنع عليه الانتقال بنفسه وقوله سبحانه (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) أي يأتي عذابه وقوله تعالى (ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) أي قرب رسوله إليه بالطاعة والتقدير بقاب قوسين تصوير للمعقول بالمحسوس وقوله صلى الله عليه وسلم (إنه تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة فيقول هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فاغفر له) معناه تنزل رحمته وخص بالليل لأنه مظنة الخلوات. وأنواع الخضوع والعبادات. إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث * (الوهابية ونفيها الإجماع) * حيث كان ما انطوت عليه العقيدة الوهابية مباينا لما أجمع عليه الصحابة الكرام. والمجتهدون العظام. وكافة علماء الإسلام. لم ير أصحاب تلك العقيدة بدا من إنكار الإجماع ونفي كونه حجة يعمل بها فهم قد كفروا كل مسلم عداهم ممن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله بسبب زيارته لقبور الأنبياء والأولياء والتوسل بهم إلى الله تعالى مع أن الأمة قد أجمعت أن من نطق بالشهادتين أجريت عليه أحكام الإسلام لحديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) ولحديث (كفوا عن أهل لا إله إلا الله) وقال ابن القيم أجمع المسلمون على أن الكافر إذا قال لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقد دخل في الإسلام ولذلك انعقد الإجماع على أن المرتد إذا كانت ردته بالشرك فإن توبته
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»