* (الوهابية وتكفيرها من قلد المجتهدين) * لما كانت أقوال المجتهدين السالفين رحمهم الله تعالى وما وصلوا إليه باجتهادهم من الأحكام المقررة الدينية تصادم ما ابتدعته الفئة المارقة الوهابية لم تر هذه الفئة بدا من إنكارها صحة اجتهادهم. وتخطئة آرائهم. وتكفير من قلدهم. حتى يخلو لها الجو فتبيض وتصفر وتلعب بالدين كما شاء هواها ويتمهد لها الطريق إلى تأسيس قواعد ضلالها المبين. إذ هي لو لم تنف اجتهادهم لما تم لها أن تصرف بحسب هواها الآيات النازلة في المشركين إلى المسلمين الذين يتوسلون إلى الله تعالى بجاه رسوله وكرامة أوليائه لأن هذا الصرف مما لم يقل به مجتهد ولم يرض به أحد من أئمة الدين. وحيث إن مبتدع ضلالتها ابن عبد الوهاب كان كثير الميل إلى الاطلاع على أخبار من ادعى النبوة كمسيلمة وأبي الأسود العنسي وغير هما من الكذابين. وأنه كان يضمر في نفسه أن يؤسس دينا يحذو به حذو أولئك الكذابين. ولكنه خاف أن يظهر للناس كذبه كما ظهر كذبهم أبرز ما كان يضمره بصورة النصر للدين المحمدي مموها علي عقول الناس أنه يريد التوحيد الحقيقي وأن الناس قد أشركوا فيلزم الجهاد معهم حتى يرجعوا عن شركهم وادعى الاجتهاد المطلق وخطأ كل من تقدمه من المجتهدين أولئك الأخيار الذين اغترفوا من بحر علم النبي صلى الله عليه وسلم وكفر مقلديهم ولم يجز لأحد تقليد غيره مع أنه أجاز لكل أحد من أتباعه الجاهلين أن يفسر الآيات الفرقانية بما يصل إليه قاصر فهمه وأن يأخذ الأحكام منها حسب عاجز إدراكه فكأنه جوز لكل أحد من أتباعه أن يكون مجتهدا فانظر إلى هذا التلاعب بالدين. والعبث بشريعة الرسول الأمين نقول أما ادعاؤه الاجتهاد المطلق فهو محض سفه منه وقحة باللغة إذ
(٣٩)