الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ٧٦
الطفيل بن عمرو في العهد المكي، لكنها أيضا ليست الهجرة الشرعية، التي يستحق بها المهاجر أن يقال له (من المهاجرين)، لأن لفظ (المهاجرين) لها دلالة شرعية، وهي الهجرة قبل الرضوان، مع ملازمة النبي (صلى الله عليه وسلم) وعدم عودة المهاجر إلى المكان الذي هاجر منه (135)، وقد يطلقها بعضهم على من هاجر بعد الرضوان من باب التجوز والتوسع.
3 - فيه إقرار من أبي هريرة بأنه ليس من المهاجرين ولا من الأنصار، ولذلك لم يقل (أولست من المهاجرين)، مما يدل على خصوصية لهذه اللفظة، وأنه لا يكفي فيها مجرد الهجرة بعد الحديبية، لأنها تستلزم البقاء في المدينة قبل الحديبية.

(135) كما أن الهجرة في مكة لم تكن واجبة لذاتها، وإنما تجب تبعا لوجوب الإسلام نفسه، ولم يكن للنبي (صلى الله عليه وسلم) دعاة في البلدان فكان يجب على من أراد الإسلام أن يذهب إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) في مكة ويسأله عن الإسلام، ولم تجب الهجرة إلا بعد هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) للمدينة إذ نزلت الآيات الآمرة بالهجرة الشرعية لمناصرته ضد الكفار واليهود ولأخذ تعاليم الإسلام منه (ص).
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 82 ... » »»
الفهرست