الدليل الواحد والثلاثون:
روى الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح: أن رجلا نادى ابن عباس والناس حوله فقال أسنة تبتغون بهذا النبيذ أم هو أهون عليكم من اللبن والعسل فقال ابن عباس جاء النبي صلى الله عليه وسلم عباسا فقال اسقونا فقال إن هذا النبيذ شراب قد مغث ومرث أفلا نسقيك لبنا أو عسلا قال اسقونا مما تسقون منه الناس فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه من المهاجرين والأنصار بسقائين فيهما النبيذ فلما شرب النبي صلى الله عليه وسلم عجل قبل أن يروى فرفع رأسه فقال أحسنتم هكذا فاصنعوا قال ابن عباس فرضا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أحب إلى من أن تسيل شعابها لبنا وعسلا (137).
أقول: في الحديث دليل على أن أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) هم المهاجرون والأنصار فقط، وقد سبق مثيل لها، ومع أن العباس أسلم بعد الحديبية وقبل فتح مكة، وأسلم في تلك الفترة أناس كثيرون، ومع ذلك لم يقل عبد الله بن عباس (ومعه أصحابه من المهاجرين والأنصار وغيرهم)، وإنما اقتصر على المهاجرين والأنصار، ولا بد أن يكون مع هؤلاء غيرهم، لكن لم يذكرهم ابن عباس، لأنهم ليسوا من الصحابة صحبة شرعية، وعلى هذا فليسوا موطن أسوة وقدوة مع