الدليل الثالث والثلاثون:
روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن ابن مسعود أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إنه لم يكن نبي قط إلا وله من أصحابه حواري وأصحاب يتبعون أثره ويقتدون بهديه ثم يأتي من بعد ذلك خوالف أمراء يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون (140).
أقول: هنا أيضا بين ضابط الصحبة الشرعية في اتباع الأثر والاقتداء بالهدي والسنة، وهذا ما كان عليه المهاجرون والأنصار، أما الطلقاء فكان أمراؤهم من خوالف الأمراء المشار إليهم في الحديث، ومن أراد التأكد من ذلك فليراجع سيرة القوم.
وأما الحواري فهو الزبير بن العوام، كما جاء في أحاديث أخرى، والله أعلم. وإذا توفر ضابط الصحبة الشرعية فيمن بعد هؤلاء فلا يسمون أصحابا إلا من باب المجاز، مثل المقتدي بالنبي (صلى الله عليه وسلم) اليوم فهو من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) مجازا لا حقيقة، وكذلك من اقتدى به (صلى الله عليه وسلم) بعد الحديبية.