العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١١١
واعذرني من الإشارة إلى صنيع جماهير الأمة مع فأعلى ما تقدمت الإشارة إليه والمتسببين فيه (23).
ولكن فتش وابحث لتعلم تمسكت الأمة بمن؟ وقلدت من؟ وتعلمت ممن؟ وأشارت بأعلمية من؟ واعتقدت أن الذي يجدد لها أمر دينها من؟ وأن الفرقة الناجية من؟ وأن الذين أجماعهم حجة في الدين يضلل مخالفة من؟.
سلهم أرشدك الله عن أئمتهم الذين يتعصبون لهم ويناضلون عنهم، من؟
ذكرنا فيما سبق ترجمة عكرمة الصفري وما ذكروه عنه من كذب وما نبذوه به من ترك الصلاة وأنهم ناضلوا عنه وصنف بعضهم في الانتصار له ولعل بعض المجادلين عنه يعلم أنه يجادل بالباطل ويجحد ما استيقن وأن إمام الأئمة ونبراس الأئمة جعفر الصادق غمزوه ظلما وحسدوه لؤما ولم يناضل عنه فيصنف في ذلك أحد منهم بل لما كتبنا في (النصائح الكافية) أسطرا في الذب عنه بما يعلمون أنه الحق أتتنا كتب العتاب تترى من الإخوان وقد نعلم أنهم ممن لا يرضى بذلك الغمز فما هو الحامل لهم على العتب المانع لهم عن نصر الحق ولو بالسكوت عن نصر الباطل.
فإنا نرى أن المتارك محسن * وإن عدوا لا يضر وصول صنف بعضهم إنتصارا لأبي حنيفة وردا لما انتقدوه عليه فهل يرضون أن يزعم زاعم أن مقام الإمام جعفر الصادق عندهم أقل من مقام عكرمة وأبي حنيفة.
زعموا في بعض ما ينتقد أن الحامل لقائليه على قوله شدة تصلبهم في السنة أو حبهم لدمغ رؤوس الرافضة. فهلا وجد فيهم من يحمله شدة تصلبه في حب محمد وآله عليه وعليهم الصلاة والسلام ومحبته لدمغ رؤوس أعدائهم النواصب على قول الحق فينصره بما يقدر عليه.
وليتهم إذا لم يوجد فيهم من هو كذلك سلم الناصرون لمحمد وآله عليه وعليهم الصلاة

(23) الأمة حكاما وفقهاء وعامة باركوا هذه الجرائم وبرروها. وجاء الفقهاء فأثنوا على فاعليها ورووا عنهم الأحاديث وما يطرحه المؤلف في هذا الكتاب هو الدليل على ذلك...
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست