إنك لا تروي عن عبد الوارث قال كيف أروي عن رجل يزعم أن عمرو بن عبيد خير من أيوب ويونس؟. انتهى.
ونقل ما حوته الدفاتر من هذه المعنى يطول ولا يتسع له هذا المختصر بما أوردناه وعلى الناقد البصير أن ينظر فيرى هل استحق اللعن عندهم من لعن أخا نبيهم كما لعن يحيى بن معين الحسين الكرابيسي لما بلغه أنه تكلم في أحمد بن حنبل؟
وهل اتهموا على الإسلام من يغمز ويتنقص أول المسلمين إسلاما كما قال الأسود فيمن يغمز ابن المبارك؟
كلا، فيا ليتهم إذا عز عليهم أن ينزلوا عليا حيث أنزله الله ساووه بأمثال أحمد وابن المبارك فقالوا في لاعنيه وغامزية ما قالوه في أعداء أولئك. ولكنهم ويا للأسف تجاوزا الحد فوثقوا النواصب غالبا ورضوا بهم حجة في دينهم ومدحوهم وتعصبوا لهم وقبلوا منهم حتى ما افتحروه في علي وأهل البيت الطاهر فاستحقوا العتب على أقل المراتب.
وإن وجدتهم قد غضبوا أحيانا على بعض من يعادي أمير المؤمنين عليا فابحث جيدا يتبين لك جليا أن غضبهم لم يكن من أجل علي وأهل البيت بل لبغض ذلك الشاني بعض من يجلونهم ويتعصبون لهم مع بغضه عليا فهم في الحقيقة إنما بغضوه وطعنوا فيه لذلك خاصة فافهم.
انظر رحمك الله تجدهم إذا أوردوا الأحاديث في مناقب غير أهل البيت تجنبوا التعمق في نقد رجال الأسانيد وتساهلوا ما بدا لهم وقالوا يقبل في المناقب ونحوها ما سوى الموضوع أو ما يقاربه.
ثم تجدهم يحملون ألفاظ متون تلك الأحاديث ما لا تحتمله من المعاني بل قد يزعمون دلالتهم على ما لا يقبله سياقها وما تدل القرائن على عدم إرادة قائل تلك الألفاظ تلك المعاني المتكلفة.
زعموا أن في الحديث " مروا رجلا أو مروا أبا بكر فليصل بالناس " حجة باهرة على ترشيحه للخلافة. وفي الحديث " إن لم تجديني الخ " دلالة ظاهرة على تعينه لها إلى ما يطول الكتاب بذكره من نحو ذلك (18).