العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١٤٠
على الطوائف الخارجة إلى الجهاد أو الخارجة عن الإمام الجائر فتكون مدحا ودينا.
وعلى الخارجة عن الحق أو الإمام المقسط فتكون ذما وضلالا.
وقد وردت أحاديث كثيرة صحيحة منها ما ورد بالتواتر في وجوب الخروج عن الأئمة الظلمة لأن الإسلام دين الله الذي لا يدان إلا به فلا يقام بالظلم والعصيان لله تعالى.
وقد أمر بالكون مع الصادقين في قوله سبحانه (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين). التوبة / 119.
وأمر بالإخلاص في العمل له في قوله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله) البينة / 5.
وأمر بموالاة المؤمنين والمؤمنات بعضهم لبعض في قوله عز شأنه (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) التوبة / 71.
ولو عمل المسلمون بهذا لما انتشر فيهم ما نشره الأمراء الجائرون من البدع والمعاصي..
فإذا ظهرت المعاصي وانتهاك الحرمات في الأموال والأبدان أو الدين ولم تقم الحدود وترفع المظالم وجب على أهل العلم - وهم العين الحارسة للدين والأمة والناقدة لكل حيف المؤيدة لكل منقبة أن ينكروا المنكر فإن أبى الإمام خلعوه. وإن ناصبهم قاتلوه ما وجدوا لذلك قوة. وعلى هذا مضى الصحابة ولذلك أحاديث كثيرة منها قوله (ص) (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وقوله: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وقوله - استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإن لم يستقيموا لكم فضعوا سيوفكم على عواتقكم ثم أبيدوا خضراءهم.
وقوله (ص) لمعاذ قال يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء لا يستنون بسنتك ولا يأخذون بأمرك فما تأمر في أمرهم.
قال: لا طاعة لمن لم يطع الله عز وجل وقوله لابن مسعود: سيلي أموركم بعدي رجال يطفئون السنة بالبدعة ويؤخروا الصلاة عن مواقيتها. فقال يا رسول الله وإن أدركتهم كيف أفعل؟
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 » »»
الفهرست