هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ٥٧
وجدنا لدى هشام اتجاها ماديا قويا، فقد نسب إليه القول بجسمية أكثر الأعراض، كالألوان والطعوم والروائح، ونسب إليه القول بقسمة الجزء أبدا، والقول بأن الله تعالى جسم وغير ذلك.
وهذه الآراء تنسب إلى الرواقيين من فلاسفة اليونان، فقد غالوا بتجسيم كل شئ حتى الأشكال الهندسية، وقالوا بانقسام الجزء إلى ما لا نهاية بالفعل على خلاف قول أرسطو الذي قال بالانقسام بالقوة.
ومن الممكن أن يكون لهؤلاء الرواقيين أثر في تفكير هشام، جاءه عن طريق الديصانية الذي كانوا منتشرين في العراق، ومن دعاتها وزعمائها أبو شاكر الديصاني أستاذ هشام. ومن العادة أن نلمح آراء الأستاذ في آراء تلميذه.
يقول الأستاذ (بريتزل): " إن أثر الرواقيين لم يكن له تأثير مباشر في نشوء الفلسفة عند العرب، بل إنه جاءهم عن طريق مذهب الديصانية والغنطوسية والمذاهب الثنوية على اختلافها، وبما كان فيها من جمع وتوفيق بين مذهب اليونان، والرواقيون من بينهم، خصوصا وأنه وجد ما يدل على أثر للرواقيين مع غيرهم حول مدينة الرها " (1).
ويلاحظ (ه‍. ه‍. شيدر) في مقال له عن ابن ديصان الرهاوي (في مأثور الكنيسة اليونانية والسريانية)، أن بعض نواحي مذهب ابن ديصان تجعلنا نضعه بين الرواقيين (2).

(1) إبراهيم بن سيار ص 76 هامش.
(2) نفس المصدر ص 77 هامش.
(٥٧)
مفاتيح البحث: دولة العراق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242