هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ٦٢
فاستأذنت له، فقال أبو عبد الله: لينتظرني في موضع، سماه بالحيرة لألتقي معه فيه غدا إن شاء الله إذا راح النهار، قال عمر فخرجت إلى هشام فأخبرته بمقالته وأمره، فسر بذلك هشام واستبشر وسبقه إلى الموضع الذي سماه، ثم رأيت هشاما بعد ذلك فسألته عما كان بينهما، فأخبرني أنه سبق أبا عبد الله إلى الموضع الذي كان سماه، فبينما هو إذا بأبي عبد الله قد أقبل على بغلة، فلما بصرت به وقرب مني هالني منظره، وأرعبني حتى بقيت لا أجد شيئا أتفوه به، ولا انطلق لساني لما أردت من مناطقته، ووقف علي أبو عبد الله مليا ينظر ما أكلمه، وكان وقوفه علي لا يزيدني، إلا تهيبا وتحيرا، فلما رأى ذلك مني ضرب بغلته وسار حتى دخل في بعض السكك، وتيقنت أن ما أصابني من هيبته لم يكن إلا من قبل الله عز وجل، من عظم موقعه ومكانه من الرب الجليل.
قال عمر: فانصرف هشام إلى أبي عبد الله وترك مذهبه ودان بدين الحق، وفاق أصحاب أبي عبد الله كلهم " (1).
واشتملت هذه القصة على الإشارة إلى قوة العنصر الجدلي في هشام، فالمحدث لهذه القصة يعبر عنه أنه كان خبيثا في الجهمية. ثم هو يتخوف على الإمام الصادق أن ينقطع معه، ويبالغ في ردائته وخبثه، ويقصد بذلك طبعا شدة عارضة وقوة جدله.
وعنصر آخر تجده فيها، هو تعطش هشام إلى المعرفة برغبة

(1) رجال الكشي ج 3 ص 166.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242