هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ١٨٢
الأعراض أجسام يفضي إلى لزوم اجتماع جسمين أو أكثر في محل واحد كاللون والطعم والرائحة مثل الرمان، فتكون نظرية التداخل حلا لمثل هذه المشكلة.
وقد نسب هذا الرأي صريحا إلى النظام، فكان يزعم أن حيز اللون هو حيز الطعم والرائحة، وأن الأجسام اللطيفة قد تحل في جزء واحد (1) " وهو غير مقالة هشام الذي يقول أن لون الشئ هو طعمه وهو رائحته " كما سبق. ومع ذلك فقد أنكر النظام على هشام بن الحكم قوله بأن العلوم والإرادات والحركات أجسام، وقال: لو كانت هذه الثلاثة أجساما لم تجتمع في شئ واحد ولا حيز واحد (2).
وقد علق البغدادي عليه فقال: " على أنه يقول إن اللون والطعم والصوت أجسام متداخلة في حيز واحد، وينقض بمذهبه اعتلاله على خصمه " (3).
وقول هشام بالتداخل نتيجة اضطره إليها قوله بعدم تناهي قسمة الأجزاء، فإن صحت هذه النسبة فهي تؤدي إلى القول بالكمون، فإنهم يريدون به أن الله خلق المخلوقات أجمع في وقت واحد إلا أنه كمن بعضها في بعض، وأن تقدم بعضها على بعض إنما هو في البروز من مكمنها وأماكنها. وهذا الرأي ينسب صريحا إلى النظام. وليس لدينا ما يثبت أن هشاما كان يقول بهذا القول، لكن هذا القول يلتقي مع القول بالمداخلة في صعيد واحد، وقد ثبت أن لهشام رأيا في الكمون والظهور،

(1) مقالات ص 247.
(2) و (3) الفرق ص 84.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242