الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي السنة الأخيرة من حياته بعد رجوعه من مكة المكرمة وقبل أن يتفرق عنه المسلمون في محل يدعى بغدير خم لم يجد الرسول بدا من التنصيص عليه بوصفه واسمه بعد أن نزلت عليه الآية الكريمة: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) *، فاستوقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تلك الحشود التي تمثل مختلف البلاد والطبقات وتقدر بمائة ألف أو تزيد وصنع له أصحابه منبرا [من أحداج الإبل]، ثم استدعى عليا (عليه السلام) إليه وقبض على ذراعه ونص عليه بتلك الصيغة المروية (1) في كتب الحديث والتأريخ بمختلف الأسانيد، وفي جملة منها: إنه بعد أن اعترفوا له بأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قال:
" من كنت مولاه فعلي مولاه "، فجعل له الولاية التي جعلها له الله والتي اعترف له بها المسلمون، وبعد أن