رأي مالك في التفضيل:
إن لمالك بن أنس رأيا يكاد ينفرد به عن علماء الإسلام، وذلك أنه يذهب إلى تفضيل أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ويسكت ويقول هنا يتساوى الناس، فهو لا يرى لعلي (عليه السلام) ميزة عن سائر الناس والصحابة، وقد اشترط المنصور عليه أن لا يروي عن علي (عليه السلام) فوفى مالك بالشرط، إذ لم يرو عن علي (عليه السلام) في موطأه.
فمالك يخالف المسلمين في ذلك، حتى أبا حنيفة فإنه يرى عليا في مرتبة الراشدين ويقدمه على عثمان، والشافعي يعلن محبته لعلي (عليه السلام).
كلام مالك بن أنس في المرض الذي مات فيه:
حكي عن الحافظ أبي عبد الله الحميدي أنه قال:
حكى القعنبي قال: دخلت على مالك بن أنس في المرض الذي مات فيه، فسلمت عليه ثم جلست فرأيته يبكي، فقلت: يا أبا عبد الله، ما الذي يبكيك؟ فقال لي:
يا بن قعنب، وما لي لا أبكي، ومن أحق بالبكاء مني، والله لوددت أني ضربت لكل مسألة أفتيت فيها برأي