وأخذوا يشجعون الفرق والمذاهب، فكان في كل بلد إمام له مذهب ينسب إليه، وكثر عدد المذاهب، إلا أنه لم يكتب البقاء لأكثرها واعتراها الانقراض، وكان لمؤسسيها الذين كثر أتباعهم تأريخ مجيد ومكانة سامية، ربما فاقوا في نظر معاصريهم وذوي العلم منهم رؤساء المذاهب الذين وقفت قافلة الفقه عندهم، واقتصر استنباط الأحكام عليهم، ولكن السياسة الزمنية وعوامل انتشار مذاهبهم عجزت عن مسايرة الظروف فلم يكتب لها البقاء، ومحيت من صفحة الوجود، ولم يبق لأبناء السنة منها إلا الأربعة من المذاهب: المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي.
أما المذاهب التي انقرضت فهي كثيرة، نذكر منها:
1 - مذهب عمر بن عبد العزيز المتوفى 101 ه - 720 م.
2 - مذهب الشعبي المتوفى 105 ه - 723 م.
3 - مذهب حسن البصري المتوفى 110 ه.
4 - مذهب الأعمش المتوفى 148 ه - 764 م.
5 - مذهب الأوزاعي المتوفى 157 ه - 772 م.