(2) ثم نصر بن مزاحم بن سيار المنقري الكوفي (ت 212 ه) حيث يزودنا كتابه صفين بمعلومات وافية عن وقعة صفين تعد من أقدم المعلومات التاريخية التي اعتمد عليها البلاذري والطبري، إذ يظهر لنا أنصار علي وشيعته في تلك الموقعة ودورهم فيها وتطور الأحداث حتى خروج الخوارج.
وتبدو ميول نصر العلوية في روايته لأحداث صفين كما تظهر ميوله العراقية فهو كوفي كما أنه شيعي، ذكره ابن النديم في الفهرست (1)، وعده الطوسي من أصحاب الإمام الباقر (2).
(3) ومن المؤرخين الأولين الذين تناولوا الشيعة أبو حنيفة الدينوري (ت 276 ه ) في كتابه الأخبار الطوال فالبرغم من الإيجاز في الكتاب، فقد أورد معلومات وافية عن خلافة علي بن أبي طالب وحرب الجمل وصفين، كما ذكر أخبار الحسن بن علي وتنازله، ثم يذكر أخبار المختار بن عبيد الثقفي بشئ من التفصيل، ثم يعطي معلومات عن الدولة العباسية وبدء الدعوة ولكنه بعد الدعوة لا يذكر شيئا عن الشيعة ولا يتناول سياسة العباسيين تجاههم إلا نادرا.
وتظهر أهمية المعلومات التي يوردها الدينوري لقدم فترتها فهي البدايات بالنسبة لتاريخ الشيعة.
(4) ويعطي أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (ت 279 ه) في كتابه أنساب الأشراف معلومات مفصلة عن الشيعة فيبدأ بذكر أخبار علي بن أبي طالب مع النبي (ص) ويروي حديث المؤاخاة، وحديث الراية يوم خيبر وحديث الغدير ولهذا الحديث أهمية عند الشيعة وقد رواه البلاذري بالرغم من أنه لم يكن شيعيا ويبدو أن أخباره موثوق بها عند الشيعة كما يبدو من قول المرتضى في الشافي:
وقد روى أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري وحاله في الثقة عند العامة والبعد عن مقاربة الشيعة