واضح الكاتب الاخباري (المشهور باليعقوبي) المتوفي سنة 282 ه فيقدم معلومات هامة عن تاريخ الشيعة، وكان اليعقوبي مولى لبني العباس وكان جده من موالي أبي جعفر المنصور ولكن بالرغم من صلته بالعباسيين لم يستطع أن يخفي ميوله العلوية في كتاباته إلا أنه كان معتدلا فقد روى أخبار علي بن أبي طالب مع الرسول وأكد حديث الغدير بعد حجة الوداع وبين أهميته بالنسبة لاعتقاد الشيعة الإمامية. وأورد أحداث خلافة علي وحروبه في الجمل وصفين، ثم خلافة الحسن وأخبار الحسين والتوابين والمختار كما تكلم عن الدولة العباسية وبدء الدعوة وأخبار الشيعة مع العباسيين إلا أن الأخبار التي يذكرها مختصرة تمشيا مع الخطة التي التزمها في الإيجاز.
وقد تناول الأئمة الاثني عشر إلى الإمام علي الهادي، وذكر تاريخ كل إمام سنة ولادته ووفاته وشيئا من أخباره ونبذا من أقواله بشئ من الإيجاز (1).
(7) أما محمد بن جرير الطبري (ت 310 ه) فيزودنا تاريخه الرسل والملوك بمعلومات عن نشأة الشيعة وتطورها وتمتاز معلوماته بكونها مأخوذة من مصادر متعددة ويروي الحوادث بشئ من التفصيل.
وكان الطبري شافعيا إلا أنه أسس مذهبا خاصا به تبعه عليه بعض العلماء وقد ظهر ذلك في كتاباته ومع أنه لا يعطي رأيه في الأحداث التي يرويها إلا أنه انتقى من الروايات الكثيرة التي توفرت له. وقد روى أخبار علي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر خبر المؤاخاة وحديث الراية وحديث المنزلة، كما ذكر خبر حجة الوداع إلا أنه لم يذكر حديث الموالاة أو حديث الغدير مع العلم أن المصادر الإمامية تذكر أن له كتابا حول غدير خم (2)، وقد ذكر ياقوت أن له كتابا في فضائل علي (3) كما ذكر ذلك الذهبي وسماه