من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٨٣
يمتلك العلم التفصيلي بكل شؤون الرسالة، بالصورة التي يكون الشاهد معها قادرا على دحض حجج الآخرين المضادة لهذه الرسالة، وهذا لا يمكن أن يكون إلا من خلال جهة مؤمنة بكل الرسالة، وليست بجهة وافدة من خارج الرسالة، ولهذا فإن المدعى بأن الرسول لا يأتي بمثل علي للشهادة لأنه معه، قول على الأقل لا يمتلك الدليل المقنع إلا بمقدار من الاستحسانات العقلية التي لا تغني ولا تسمن، فوفق أي مستند عقلي أو قانوني لا يتقدم للشهادة من كان الدليل القاطع على صحة قول أحد هؤلاء المتخاصمين، نعم يمكن أن تضعف شهادة هذا الشاهد إن كان دليله هو محض القول، أما في مجال الفعل وتقديم الدليل القاطع، فلا مجال لرد شهادة هذا الشاهد، حتى وإن كان يمثل نفس أحد المتخاصمين، ومعلوم هنا أن الشهادة المطلوبة ليست شهادة التصديق أو التكذيب على وقوع أمر أو لا، وإلا ما جاء بكلمة العلم المطلق بالكتاب، حيث يكفيه في هذا المجال كل صادق في القول، وإنما هي شهادة على تمامية الرسالة حتى لو كانت على نحو التفصيل الممل، وهو مقتضى إلقاء الحجة على الناس، ولهذا عبر القرآن الكريم عن شهادات غاية في التفصيل: " يوم تشهد ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما

(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست