من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٨٥
مع الفهم الذي أشرنا إليه من قبل بضرورة أن يكون للرسالة شاهد من بعد وفاة الرسول (ص)، وذلك لما رأينا بأن قوله تعالى: " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا " (1) يشير إلى مهمة ودور لا إلى خصيصة ذاتية متعلقة برسول الله (ص) فحسب، وهذه المهمة طالما أننا فهمناها بأنها تستدعي الحضور الوجودي، بما وجدناه من آية عيسى (ع): " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد " (2) والتي تشير إلى استلزام حياة الشاهد، الأمر الذي يحتم وجود الشاهد بعد حياة رسول الله (ص) يكمل دور الرسول ويؤدي إليه الشاهد كما أدت الأمم السالفة عبر أنبيائهم (ع) الشهادة لرسول الله، وهذه الأمر يطرحه الفهم القرآني مرة بصورة الأمة الوسط كما في قوله تعالى: " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " (3)، وأخرى بصورة خصائص ومواصفات هذه الأمة الوسط بالصورة التي عرضت له الآيتين الكريمتين: " يا أيها الذين أمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم

(١) الأحزاب: ٤٥.
(٢) المائدة: ١١٧ (3) البقرة: 143.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست