مرقد الإمام الحسين (ع) - السيد تحسين آل شبيب - الصفحة ٧٢
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يفعل وهو يرى أحكام الدين قد تعطلت، والانحراف والعودة إلى الجاهلية التي أخذت تدب في أوصال أمة جده محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). قال (عليه السلام) في إحدى خطبه: " إن هؤلاء قوم لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، فأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود واستأثروا بالفئ " (1).
وما كان على الإمام الحسين (عليه السلام) وهو سيد قريش أن يفعل، وقد رقى منبر جده شخصية متهتكة مثل يزيد، الذي يجاهر بأفعاله المنكرة على مسمع ومرأى من الأمة، علاوة على رسل أهل العراق التي كانت تصل إلى الإمام الحسين تحثه على الخروج إليهم، والالتفاف حول قيادته الرشيدة، لانتشال الأمة من هاوية السقوط والعودة بها الإسلام المحمدي الأصيل، ومن جملة ما كتب له أهل الكوفة خمسين صحيفة، الصحيفة من الرجل والاثنين والثلاثة والأربعة، وكتبوا معهما:
" أما بعد فحي هلا، فإن الناس منتظرون لا إمام لهم غيرك، فالعجل، ثم العجل، ثم العجل، والسلام " (2).
وكتب إليه أشراف الكوفة أيضا منهم شبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وعمرو بن الحجاج الزبيدي وغيرهم: " أما بعد، فقد اخضر الجناب، وأينعت الثمار، وطمت الجمام، فإذا شئت فأقدم علينا، فإنما تقدم على جند لك مجندة، والسلام " (3).
بعد هذا، هل يعذر الحسين بعدم خروجه إلى العراق، والأمة هناك، وعدته في انتظاره ليبدأ بهم عملية التغيير الفعلي بعدما أصيب دين جده (صلى الله عليه وآله وسلم)، والعودة للنهج الصحيح الذي شذ عنه بنو أمية منذ الوهلة الأولى لاستحواذهم على زمام

(١) أنساب الأشراف 3: 381.
(2) المصدر السابق 3: 370.
(3) المصدر السابق 3: 370.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 7
2 الفصل الأول كربلاء في التاريخ واللغة 1 - كربلاء 11
3 2 - الطف 18
4 3 - الحاير 20
5 4 - الغاضرية 24
6 5 - نينوى 24
7 6 - شفيه 25
8 7 - العقر 25
9 8 - النواويس 26
10 9 - عين التمر 26
11 الفصل الثاني اخبار رسول الله (ص) بمقتل الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدمة 29
12 اخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الحسين يقتله يزيد 50
13 عبور الأنبياء ومرورهم بأرض كربلاء 53
14 إخبار الامام علي (عليه السلام) بقتل الحسين بأرض كربلاء 56
15 العامة تعلم بمقتله (عليه السلام) في كربلاء 63
16 الحسين (عليه السلام) ينعى نفسه 65
17 خاتمة البحث 69
18 الفصل الثالث فضل كربلاء والحائر الحسيني فضل كربلاء 75
19 فضل الحائر الحسيني 78
20 فضل تربة قبر الحسين (عليه السلام) 83
21 حرمة الطين إلا طين قبر الحسين (عليه السلام) 86
22 تربة الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء 88
23 خلاصة البحث 100
24 الفصل الرابع تاريخ زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وفضلها أول من زار القبر الشريف 103
25 فضل زيارة الحسين (عليه السلام) 105
26 الامام الصادق (عليه السلام) وزوار القبر الشريف 110
27 الفصل الخامس الأدوار التي مرت على القبر الشريف البداية الأولى 119
28 الحائر الحسيني في عهد المنصور 122
29 الحائر الحسيني في عهد الرشيد 123
30 عمارة المأمون 128
31 الحائر الحسيني في عهد المتوكل 129
32 عمارة المنتصر بالله سنة 247 ه‍ 141
33 سقوط سقيفة الحائر سنة 273 ه‍ 142
34 عمارة محمد بن زيد الملقب بالداعي الصغير 145
35 عمارة القبر في العهد البويهي 146
36 عمارة بن سهلان الرامهرمزي 151
37 عمارة الحائر على يد الناصر لدين الله سنة 620 ه‍ 155
38 الحائر في العهد المغولي 156
39 عمارة الحائر على يد أويس الجلائري سنة 767 ه‍ 157
40 الحائر المقدس في العهد الصفوي 159
41 الوهابيون والحائر الحسيني 162
42 منارة العبد 168
43 الفصل السادس رأس الحسين (عليه السلام) 171
44 وقفة مع ابن تيمية في كتابه رأس الحسين (عليه السلام) 180
45 المصادر والمراجع 185