من لا حاجة له إليها، ولا يبلغها إلى من له إلى معرفتها أشد الحاجة؟ (1).
النقطة الثالثة: إنه لو تنزلنا عن كل ذلك، فإن دعوى تواتر الخبر كاذبة، لأنهم ينصون على انفراد أبي بكر بهذا الخبر، وقد ذكروا ذلك في مباحث حجية خبر الواحد، ومثلوا بهذا الخبر من جملة ما مثلوا، وإن كنتم في شك من ذلك فارجعوا إلى: مختصر ابن الحاجب (2)، والمحصول في علم الأصول (3) للفخر الرازي، والمستصفى في علم الأصول (4) للغزالي، والإحكام في أصول الأحكام (5) للآمدي، وكشف الأسرار في شرح أصول البزدوي (6) للبخاري، وغير هذه الكتب.
مضافا إلى هذا، هناك في الأحاديث أيضا شواهد على انفراد أبي بكر بهذا الحديث، فراجعوا مثلا: كتاب كنز العمال (7).
وحتى المتكلمون أيضا يقرون بانفراد أبي بكر بهذا الحديث، فراجعوا: شرح المواقف، (8) وشرح المقاصد (9)، بل أقول في:
النقطة الرابعة: إن أبا بكر أيضا ليس من رواة هذا الحديث، لا أنه منفرد به، بل إن هذا الحديث موضوع، وضعه بعض الناس دفاعا عن أبي بكر، وأبو بكر في تلك القضية لم يكن عنده جواب، حتى بهذا الحديث لم يستدل، وهذا ما يقوله الحافظ عبد الرحمن بن يوسف ابن خراش، إنه يقول: هذا الحديث باطل، وضعه مالك بن أوس بن الحدثان ".