يقول الفضل ابن روزبهان في رده (1) على العلامة الحلي رحمة الله عليه: إن القرائن تدل على أن المراد من الولاية هنا النصرة، ف * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) *، أي إنما ناصركم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة إلى آخر الآية المباركة.
فابن روزبهان يجعل الولاية بمعنى النصرة، والنصرة أحد معاني لفظ الولاية كما في الكتب اللغوية، لكن الروايات أنفسها ونفس الروايات الواردة في القضية تنفي أن يكون المراد من الولاية هنا النصرة.
مثلا هذه الرواية - وهي موجودة في تفسير الفخر الرازي، موجودة في تفسير الثعلبي، موجودة في كتب أخرى (2) -: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما علم بأن عليا تصدق بخاتمه للسائل، تضرع إلى الله وقال: " اللهم إن أخي موسى سألك قال: * (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا) * فأوحيت إليه: * (قد أوتيت سؤلك يا موسى) * (3)، اللهم وإني عبدك ونبيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري... " قال أبو ذر: فوالله ما استتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الكلمة حتى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية: * (إنما وليكم الله ورسوله) * إلى آخر الآية.
فهل يعقل وهل يرتضي عاقل فاهم له أدنى إلمام بالقضايا، وباللغة، وبأسلوب القرآن، وبالقضايا الواردة عن رسول الله، هل يعقل حمل الولاية في هذه الآية مع هذه القرائن على النصرة؟ بأن يكون رسول الله يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعلن إلى الملأ، إلى الناس، بأن عليا ناصركم، فيتضرع رسول الله بهذا التضرع إلى الله سبحانه