ويقول هذا الرجل: إن بعض الكذابين قد وضع هذا الخبر المفترى، وعلي لم يتصدق بخاتمه، وأجمع أهل العلم في الحديث!!
أتصور أنه يقصد من أهل العلم حيث يدعي الإجماع يقصد نفسه فقط أو مع بعض الملتفين حوله، فإذا رأى نفسه هذا الرأي، ورأى اثنين أو ثلاثة من الأشخاص يقولون برأيه، فيدعي إجماع أهل الحديث وأهل النقل وإجماع الأمة كلهم على ما يراه هو، وكأن الإجماع في كيسه، متى ما أراد أن يخرجه من كيسه أخرجه وصرفه إلى الناس، وعلى الناس أن يقبلوا منه ما يدعي.
وعلى كل حال، فهذه القضية واردة في كتبهم وكتبنا، في تفاسيرهم وتفاسيرنا، في كتبهم في الحديث وكتبنا.
مثلا: لو أنكم تراجعون من التفاسير: تفسير الثعلبي وهو مخطوط، تفسير الطبري ، وأسباب النزول للواحدي، وتفسير الفخر الرازي، وتفسير البغوي، وتفسير النسفي، وتفسير القرطبي، وتفسير أبي السعود، وتفسير الشوكاني، وتفسير ابن كثير، وتفسير الآلوسي، والدر المنثور للسيوطي.
لرأيتم كلهم ينقلون هذا الخبر، بعضهم يروي بالسند، وبعضهم يرسل الخبر (1)، وكأن هؤلاء كلهم ليسوا من هذه الأمة.
وعلى كل حال، فالقضية لا تقبل أي شك وأي مناقشة من جهة السند، ومن ناحية شأن النزول، وحينئذ ينتهي بحثنا عن الجهة الأولى، أي جهة شأن نزول الآية المباركة وقضية أمير المؤمنين وتصدقه بخاتمه وهو راكع.