وإني أرى من المناسب أن أقرأ لكم نص عبارة السعد التفتازاني في شرح المقاصد، لتروا كيف يضطربون، وإنهم إلى أين يلتجئون، يقول السعد:
إن جمهور علماء الملة وعلماء الأمة أطبقوا على ذلك - أي على إمامة أبي بكر - وحسن الظن بهم يقضي بأنهم لو لم يعرفوه بدلائل وإمارات لما أطبقوا عليه.
قلت: إذا كان كذلك، إذا كنا مقلدين للصحابة من باب حسن الظن بهم، فلماذا أتعبنا أنفسنا؟ ولماذا اجتهدنا فنظرنا في الأدلة وجئنا بالآية والحديث، كنا من الأول نقول: بأنا في هذه المسألة مقلدون للصحابة، فعلوا كذا ونحن نقول كذا، لاحظوا، ثم يقول التفتازاني:
يجب تعظيم الصحابة والكف عن مطاعنهم، وحمل ما يوجب بظاهره الطعن فيهم على محامل وتأويلات، سيما المهاجرين والأنصار.