والحرمان من الرحمة، فعندما تلعن شخصا - أي تطلب من الله سبحانه وتعالى أن لا يرحمه - تطلب من الله أن يكون أبغض الخلائق إليه، فالمعنى في القاموس وشرحه أيضا صحيح، إلا أن المعنى في مفردات الراغب أدق، فهذا معنى المباهلة.
إذن، عرفنا لماذا أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمباهلة، ثم عرفنا في هذا المقدار من الكلام أنه لماذا عدل القوم عن المباهلة، لماذا تراجعوا، مع أنهم قرروا ووافقوا على المباهلة، وحضروا من أجلها، إلا أنهم لما رأوا رسول الله ووجوه أبنائه وأهله معه قال أسقفهم:
" إني لأرى وجوها لو طلبوا من الله سبحانه وتعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله " (1).
فلماذا جاء رسول الله بمن جاء؟ لا نريد الآن أن نعين من جاء مع رسول الله، لكن يبقى هذا السؤال: لماذا جاء رسول الله بمن جاء دون غيرهم؟
فهذا معنى المباهلة إلى هنا.