مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٢٢٣
هو الكتاب، يطلق تضله الألباب، وهو الديوان الأقدم، والميزان الأقوم، والقانون الذي هو لكل محتذ مثال، والمعقل الذي لكل منضو تمثال، وكأنه الرأس الذي هو رئيس الأعضاء، والراز (40) الذي بيده مطمر (41) البناء، والإمام الذي إن نزلت بك شبهة أنزلتها به، وإن وقعت بك معضلة أوردتها على بابه، والحكمة التي قيدت بها الفلاسفة فهي حاجلة (42) فراسفه (43).
حشا غامضات سيبويه كتابه * وأحر بأن تعتاص تلك وتشتدا إذا وقع الأحبار فيها تحيروا * فلم يجدوا من مرجع القهقري بدا آخران:
ألا صلى المليك صلاة صدق * على عمرو بن عثمان بن قنبر فإن كتابه لم يغن عنه * بنو قلم ولا أبناء منبر ثم لا تسأل عن تناسق هذه اللغة وتتاليها، وعن تجاذب أطرافها وتجاليها، وما ينادي عليه طرق اشتقاقها من حسن تلاؤمها واتفاقها، يصادف المشتق الصيغ متناصره، آخذا بعضها بيد بعض متخاصره، ووراء ذلك من الغرائب ما لا ينزف وإن نزف البحر، ومن الدقائق ما لا يدق معه الكهانة والسحر، ولا يعرف ذلك إلا من فقه فيها وطب (44)، وزاولها مذ شب إلى أن دب، وضرب آباطها (45)، حتى بلغ نياطها (46).

١٢: ١٩٥ / ٦٦٥٨، الأعلام ٥: ٨١ ".
(٤٠) الراز: رأس البنائين " النهاية - روز - 2: 276 ".
(41) المطمر: الزيج الذي يكون مع البنائين " الصحاح - طمر - 2: 726 ".
(42) الحجل والحجل: القيد، يفتح ويكسر، والحجل: مشي المقيد، وحجل يحجل حجلا إذا مشى في القيد " لسان العرب - حجل - 11: 144 ".
(43) الرسف: مشي المقيد، ورسف في القيد: مشى مشي المقيد، وقيل: هو المشي في القيد رويدا، فهو راسف " لسان العرب - رسف - 9: 118 ".
(44) رجل طب بالفتح، أي عالم " الصحاح - طبب - 1: 171 ".
(45) من المجاز قولهم: نزل بإبط الرمل، وهو مسقطه، وبإبط الجبل، وهو سفحه، وضرب آباط المفازة، وتقول: ضرب آباط الأمور ومغابنها واستشف ضمائرها وبواطنها " أساس البلاغة - أبط - 1 ".
(46) النوط: عرق غليظ علق به القلب من الوتين، قال أبو طالب في رسول الله صلى الله عليه وآله:
بني أخي ونوط القلب مني * وأبيض ماؤه غدق كثير ومن المجاز: مفازة بعيدة النياط أي الحد والمتعلق، ولا يخفى ما في المتن من تعبير مجازي، أنظر " أساس البلاغة - نوط - 476 ".
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست