وقال الوليد بن المغيرة المخزومي (66): والله لقد نظرت فيما قال هذا الرجل، فإذا هو ليس بشعر، وإن له لحلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمعذق (67)، وإنه ليعلو وما يعلى (68).
وبلغنا أن أعرابيا صلى خلف ابن مسعود (69) رضي الله عنه فتعتع في قراءته، فقال الأعرابي: ارتبك الشيخ، فلما قضى ابن مسعود صلاته، قال: يا أعرابي إنه والله ما هو من نسجك ولا من نسج آبائك، ولكنه عزيز من عند عزيز نزل، وهو الحمال ذو الوجوه، والبحر الذي لا تنقضي عجائبه. قال الله لموسى عليه السلام: إنما مثل كتاب محمد في الكتب كمثل سقاء فيه لبن كلما مخضته استخرجت زبده.
فحينما عجزوا عن المماتنة (70)، فزعوا إلى المفاتنة، ولما لم يقدروا على المقابلة أقبلوا على المقاتلة، فكان فزعهم إلى شئ، ليس من المتحدى فيه في