مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٢١٨
بسم الله الرحمن الرحيم نمقت يد الأخ في الله الإمام الصمصام زاده الله في الدين طمأنينة وثلجا (7)، وفي مواقف الجدل فوزة وفلجا (8)، صحيفة قد احتبى في تجويدها وتربع، وتبدع في إنشائها وتبرع، ولم يألها تمليحا وترشيقا، وما ادخر عنها توشيحا وتطويقا، وخرج سؤالات لو صك بها ابن الأهتم لهتمت أسنانه (9)، أو ابن المقفع (10) لقفعت بنانه، أو ابن القرية (11) لبقى خابطا في مرية (12)، وإن أفرغ

(٧) يقال: ثلجت نفسي بالأمر تثلج ثلجا، وثلجت تثلج ثلوجا إذا اطمأنت إليه وسكنت، وثبت فيها ووثقت به " النهاية - ثلج - ١: ٢١٩ ".
(٨) الفالج: الغالب أو المنتصر، أنظر " النهاية - فلج - ٣: ٤٦٨ ".
(٩) صكه ضربه شديدا، ومنه قوله تعالى: " فصكت وجهها "، وابن الأهتم هو عمرو بن سنان الأهتم، وإنما لقب أبوه سنان بالأهتم لأنه هتمت ثنيته يوم الكلاب أي كسرت، يقال: هتمت الثنيه إذا كسرتها، وهتمت هي إذا انكسرت.
وعمرو هذا من أكابر سادات بني تميم وشعرائهم وخطبائهم في الجاهلية والإسلام وهو بليغ القول، فصيح العبارة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن من البيان لسحرا " لما سمع منه ما قاله في حق الزبرقان بن بدر. أنظر شرح رسالة ابن زيدون عند الكلام على قوله: (وعمرو بن الأهتم إنما سحر ببيانك). " ه‍ م ".
(١٠) عبد الله بن المقفع: من أئمة الكتاب، وأول من عنى في الإسلام بترجمة كتب المنطق، ولد في العراق مجوسيا، وأسلم على يد عيسى بن علي (عم السفاح)، وولي كتابة الديوان للمنصور العباسي، وأنشأ وسائل غاية في الابداع، واتهم بالزندقة فقتله في البصرة أميرها سفيان بن معاوية المهلبي سنة ١٤٢ ه‍، وأما المقفع أبوه فاسمه المبارك، ولقب بالمقفع لأن الحجاج ضربه فتقفعت يده أي تشنجت.
أنظر " أمالي المرتضى ١: ٩٤، لسان الميزان ٣: ٣٦٦، الأعلام للزركلي ٤: ١٤٠ ".
(١١) هو أيوب بن زيد بن قيس بن زرارة الهلالي: أحد بلغاء الدهر، خطيب يضرب به المثل، يقال:
" أبلغ من ابن القرية " والقرية جدته، قتله الحجاج سنة ٨٤ بعد أن أسره في وقعة دير الجماجم بعد أن قال له: والله لأزيرنك جهنم! قال: فأرحني فإني أجد حرها! فأمر فضربت عنقه. ولما رآه قتيلا قال: لو تركناه حتى نسمع كلامه. وأخباره كثيرة.
أنظر " وفيات الأعيان ١: ٢٥٠ / ١٠٦، الكامل في التاريخ ٤: ٤٩٨ الأعلام ٢: ٣٧ ".
(١٢) المراء: الجدال، والتماري والمماراة: المجادلة على مذهب الشك والريبة " النهاية - مرا - 4: 332 ".
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست