مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٢٢١
مدارج وميز أسلسها على الأسلات (23)، وأعذبها على العذبات (24)، وأحلاها في الذوق وأسمحها، وأبهاها عند السبر وأملحها، وأبعدها من مج الأسماع، وأقربها امتزاجا بالطباع، وأوقعها لفحول الأمة الناغمة بأجراسها، وأحسنها طباقا لطرق أنفاسها.
ولما انتقل من انتقاء وسائطها، بعد انتقاد بسائطها، إلى أن يؤلف ويركب، ويرصف ويرتب، عمد في عمل التراكيب إلى أشرف الأنماط والأساليب، فألف أنماطا تستهش (25) أنفس الناطقين، وكلمات تتحلب (26) لها لهى (27) الذائقين، وتجول في فجوات الأفواه، فتتمطق (28) بها مستلذات، ويطرق بها الآذان فتهوي بها مغذات (29)، وما طنت على مسامع أحد من أجيال الأعاجم، وأخياف الطماطم (30) إلا أصغى إليها متوجسا، وأصاخ لها مستأنسا، وأناس (31) فوديه (32) مستعجبا، وأمال عطفيه مستغربا، وقال: ما هذا اللسان المستلذ على الصماخ (33) إيقاعه، المحلولى في مخارق الآذان استماعه، المفارق لجميع اللغات والألسنة، المصون من الحروف الملكنة.

(٢٣) الأسلات: جمع أسلة، وهي طرف اللسان " النهاية - أسل - ١: ٤٩ ".
(٢٤) عذبة اللسان: طرفه، والجمع " عذبات " كقصبة وقصبات. " مجمع البحرين - عذب - ٢: ١١٧ ".
(٢٥) يقال: استهشني أمر كذا فهششت له أي استخفني فخففت له " لسان العرب - هشش - ٦: ٣٦٤ ".
(٢٦) تحلب العرق وانحلب أي سال " الصحاح - حلب - ١: ١١٥ ".
(٢٧) جمع لهاة، وهي اللحمات في سقف أقصى الفم " النهاية - لها - 4: 284 ".
(28) يقال: ذاقه فتمطق له إذا ضم شفتيه إليه وألصق لسانه بنطع فيه مع صوت " أساس البلاغة: 432 ".
(29) مغذات: مسرعات.
(30) أخياف أي مختلفون، والطماطم جمع طمطم، وهو الذي في لسانه عجمة لا يفصح. أنظر " أساس البلاغة: 432 ".
(29) مغذات: مسرعات.
(30) أخياف أي مختلفون، والطماطم جمع طمطم، وهو الذي في لسانه عجمة لا يفصح. أنظر " أساس البلاغة - خيف - 124، الصحاح - طمم - 5: 1976 ".
(31) ناس الشئ بنوس نوسا ونوسانا: تحرك وتذبذب متدليا. " لسان العرب - نوس - 6: 245 ".
(32) الفود: معظم شعر الرأس مما يلي الأذن، ووفودا الرأس جانباه " لسان العرب - فود - 3: 340 ".
(33) صماخ الأذن بالكسر: الخرق الذي يفضي إلى الرأس، وهو السميع، وقيل هو الأذن نفسها " مجمع البحرين - صمخ - 2: 437 ".
(٢٢١)
مفاتيح البحث: الخرق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست