مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٢٢٦
قال لبيد (56):
ومقام ضيق فرجته * ببياني ولساني وجدل لو يقوم الفيل أو فياله * زل عن مثل مقامي وزحل (57) ورأيتهم يسؤون بين الجبناء واللكن، ولا يفصلون بين العي والجبن، ويستنكفون من الخطأ واللحن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أفصح العرب بيد أني من قريش، واسترضعت في سعد بن بكر، فأنى يأتيني اللحن " (58).
ويتحرون أن ينطقوا بالكليم الفصاح، وأن يمضوا فيها على الأساليب الصحاح، باحثين عن مفرق الصواب، ومصيبين منحر الإعراب، متيقضين لما يستفصح، متنبهين على ما يستملح، يسمعون الكلمة العيناء فيشرئبون لها، واللفظة العوراء فيشمئزون منها.
قال بعض أمراء العرب لأعرابي رأى معه ناقة فأعجب بها: هل أنزيت عليها؟ قال: نعم أضربتها أيها الأمير! قال: أضربتها، قد أحسنت حين أضربتها، يعم ما صنعت إذ أضربتها، فجعل يرددها.
قال الراوي: فعلمت أنه إنما يريد أن يثقف بها لسانه.

(٥٦) لبيد بن ربيعة بن مالك، أبو عقيل العامري، أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية من أهل عالية نجد، أدرك الإسلام، ووفد على النبي - صلى الله عليه وآله -، ويعد من الصحابة ومن المؤلفة قلوبهم، وترك الشعر، فلم يقل في الإسلام إلا بيتا واحدا، قيل هو:
ما عاتب المرء الكريم كنفيه * والمرء يصلحه الجليس الصالح وسكن الكوفة، وعاش عمرا طويلا، وهو أحد أصحاب المعلقات، ومطلع معلقته:
عفت الديار محلها فمقامها * بمنى تأبد غولها فرجامها توفي سنة ٤١ للهجرة. " الأعلام ٥: ٢٤٠ ".
(٥٧) زحل الشئ عن مقامه: أي زل عن مكانه " لسان العرب - زحل - ١١: ٣٠٢ " وفيه البيت الثاني عن البيد.
(٥٨) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال ١١: ٤٠٤ / 31884 باختلاف يسير.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست