مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٢١٢
(هذه الرسالة المعروضة إلى العلامة الزمخشري من بعض معاصريه التي كانت رسالته الآتية جوابا عنها بيانا لما في ضمنها.
بسم الله الرحمن الرحيم ساعات سيدنا الإمام الزاهد الحبر العلامة جار الله شيخ العرب والعجم، أدام الله إمتاع المسلمين ببقائه، وإن كانت مقصورة على الاستعداد للمعاد، مستغرقة في اتعاب خاطره الوقاد في فنون الاجتهاد، لا يفتر طرفة عين عن تصنيف ينفث فيه سحره، ويلفظ للغواصين فيه دره، بعد أن جشم خاطره في " الكشاف عن حقائق التأويل " وأجال رويته في البحث عن وجوه التأويل، مدئبا في الفكر مطاياه، متغلغلا في علم البيان إلى زواياه وخباياه، حتى ارتفع كتابا ساطعا بيانه، جليا برهانه، مشحونا بفوائد لا يدركها الاحصاء، ومحاسن لا يقصرها الاستقصاء، لكنه مع هذا يتوقع من دينه المتين وفضله المبين أن يتصدق على معشر الداعين لأيامه، الشاكرين لإنعامه، بالجواب عن اعتراضات تنزاح بسببه شبه المرتابين، ليتوصلوا بنتائج خاطره، وبركات أنفاسه، إلى ثلج الصدور وبرد اليقين، والله تعالى ولي توفيقه في ما يكسبه جزيل المثوبة في العقبى، وحسن الأحدوثة في الدنيا إن شاء الله.
فمنها: سأل سائل فقال: ذكرتم أن لغة العرب لها من الفضيلة ما ليس لسائر اللغات، فقلتم قولا غفلا ساذجا من غير أن تشيروا إلى بيان وجه التفضيل، وتبينوا الخواص التي لأجلها أحدث وصف الفضيلة والشرف، وتعدوها فصلا فصلا، وتشيروا إليها شيئا فشيئا، وما أنكرتم على من قال لكم: إن لغة العرب وغيرها من اللغات المختلفة كالسريانية والعبرانية والهندية والفارسية كلها على
(٢١٢)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست