مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٢١٠
نحن والرسالة:
من الطريف أن كل من ترجم للزمخشري وذكر مصنفاته، لم يذكر رسالتنا هذه ولم يتعرض لها، مما يضفي على هذه الرسالة أهمية خاصة لا تخفى على ذوي الألباب، إلا أن هذه الحقيقة تفتح الأبواب مشرعة أمام من يتساءل عن صحة نسبة الرسالة للزمخشري، وجوابنا هو ما يلي:
1 - إن أسلوب كتابة الرسالة من المتانة اللغوية والبلاغية بمكان، يكاد يقطع كل من يطالعها إلى أنها ترتقي بمستواها إلى أسلوب الزمخشري الرفيع.
2 - توجد هناك مجموعة من التعابير المجازية المستخدمة في الرسالة وجدتها بألفاظها ومعانيها في كتاب " أساس البلاغة " للزمخشري، وفي هذا من الدلالة ما لا يستهان به.
3 - قول السائل في مقدمة الرسالة التي بعثها للمؤلف: " ساعات سيدنا الإمام الزاهد الحبر العلامة جار الله شيخ العرب والعجم " وقوله أيضا: (بعد أن جشم خاطره في " الكشاف عن حقائق التأويل ") يدل دلالة واضحة على أن مؤلف الرسالة هو الزمخشري صاحب الكشاف، ويدل أيضا على أن تأليفها كان بعد تأليف كتاب الكشاف، ولعل هذا يفسر عدم ذكر المصنف لهذه الرسالة في تفسير سورة الكوثر في كتابه الكشاف.
منهج التحقيق:
اعتمدت في تحقيق الرسالة على نسخة واحدة قام باستنساخها سماحة العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي عن النسخة المحفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق في تاريخ 17 ربيع الأول سنة 1383 ه‍، حيث تفضل علي بها مشكورا، والنسخة المذكورة كان قد نقلها محمد سعيد بن عمر كرامة عن نسخة موجودة في المكتبة العارفية في المدينة المنورة، صدرها بقوله: " رسالة في إعجاز سورة الكوثر التي هي
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست